أهلا و مرحبًا بك ِ .. جميع المواضيع مفتوحة لكِ فاقرئي أيها شئتِ


الاثنين، 8 أبريل 2013

رئيس الفلاحين

.
.
.
. كان حاكم مملكة السنديان يفكر في اختيار رئيس للفلاحين من بين فلاحي مملكته ,
غير أنه كان لا يعرف الفلاحين جيدا ؛ بحيث صعب عليه الاختيار من بينهم ,
فاقترح عليه أحد مستشاريه أن يرسل مبعوثا يتعرف على الفلاحين ؛ وينظر في أمرهم ويختار أكثرهم صدقا وأمانة .
راقت الفكرة للحاكم , واختار من رجاله الثقاة من يقوم بهذه المهمة .
مبعوث الحاكم :
بدأ الرجل جولته للتعرف على الفلاحين , وعرف نفسه له على أنه تاجر يريد أن يشتري بعض السلع والمحاصيل ,
اشترى من بعضهم .. عقد الصفقات مع بعضهم الآخر , سأل هذا وتحدث مع ذلك , واستفسر عن ذاك ..
ولكن حز في نفسه أن غالبية الفلاحين في مملكتهم يتعاملون بالاحتيال والغش والتطفيف
وبعضهم يلجأ للرشاوي كي يحصل على مبتغاه , عدا فلاحين اثنين لاحظ فيهما الصدق والأمانة والوفاء
أحدهما اسمه " سعيد " والآخر اسمه " أمين " ,
إلا أن سعيدا يمتاز عن أمين بتواضعه حيث كان أمين يحب الالتفاخر والتباهي بكل صنيع يصنعه .
رجع المبعوث إلى الحاكم وأخبره بكل مادار معه في جولته , وأخبره بأنه يميل إلى ترشيح الفلاح سعيد
حيث أن منافسه الوحيد أمين يُخشى عليه من أن تأخذه العزة والغرور والتكبر إن أصبح رئيسًا للفلاحين .
وهنا قال الحاكم : إذن .. لقد جاء دوري الآن لأتعرف على سعيد هذا بنفسي وأتأكد من صدقه وحسن خلقه .
خطة الحاكم :
اقترح الحاكم على مستشاريه أن يتنكر في زي تاجر ويذهب إلى الفلاح سعيد ويقول له أنه سمع عن أمانته
وحسن خلقه وأنه مضطر للغياب لمدة طويلة , وأنه سيترك مع سعيد ألف دينار ذهبي يأخذ نصفها حلالًا له
على أن يحتفظ بنصفها الآخر أمانة عنده لحين عودته , وبعد مضي فترة يتأكد فيها من أن سعيدًا قد صرف جزءًا
من مبلغه يرجع الحاكم لسعيد على أنه تاجر آخر يريد أن يعقد صفقة معه تقضي بأن يتشاركا
كلٌ بخمسمائة دينار ذهبية من أجل إقامة مشروع كبير , ويخبره أنه ما جاء إليه إلا بعد أن سمع
أنه خير من يصلح للمشاركة لما يتمتع به من حسن خلق , ومن ثم ينظر الحاكم في أمر سعيد وما سيفعله .
أعجب المستشارون بالفكرة وساعدوا الحاكم للتنكر , ونفذ الحاكم خطته .
موقف سعيد :
جرت خطة الحاكم كما خطط لها تماما , وجاءت لحظة اتخاذ القرار , يا ترى ماذا سيكون رد سعيد ,
هل سيأخذ النصف الآخر من المال الذي أمنه عليه التاجر الأول أم ماذا ؟
رد سعيد على التاجر " الحاكم " :
يسرني يا أخي أن أتشرف بمشاركتك إلا أن كل ما عندي هو ثلاثمائة دينار أمتلكها ..
ولا أنكر أن بحوزتي غيرها ؛ إلا أنني مؤتمن عليها وليست ملكي
فإن وافقت على أن أدخل شريكًا معك بما أملكه من مال فهذا من كرمك , و إن لم توافق فهذا من حقك .
رئيس الفلاحين :
فرح الحاكم برد هذا الفلاح الأمين , و أخبره بأنه الحاكم وأن كل ما جرى معه ما هو إلا اختبار له ,
وأنه يعطيه حرية التصرف في برقية المبلغ الذي معه .. و أعلن للجميع أنه عينه رئيسًا للفلاحين .
النهاية

_ _

تأليف : هدى عادل الحضيري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق